استطلاع رأي: ثلثا المعلمين الألمان لا يثقون في الذكاء الاصطناعي

استطلاع رأي: ثلثا المعلمين الألمان لا يثقون في الذكاء الاصطناعي
استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم

أظهر استطلاع جديد للرأي أن غالبية المعلمين الألمان لا يثقون باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، رغم إدراكهم بعض مزاياه في تكييف التعليم مع احتياجات الطلاب الفردية.

وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية اليوم الأربعاء، كشف "مؤشر المدارس الألمانية"، الصادر عن مؤسسة روبرت بوش بمدينة شتوتغارت، أن نحو 62% من المعلمين المشاركين في الاستطلاع لا يشعرون بالثقة عند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي" في حياتهم المهنية.

وفقاً للبيانات، فإن أكثر من نصف المعلمين يستخدمون الذكاء الاصطناعي أقل من مرة شهرياً، بينما يمتنع ما يقارب الثلث عن استخدامه تماماً. وإذا لجؤوا لاستخدامه فإن ذلك يكون في إعداد الواجبات أو مخططات الدروس فقط، دون دمجه بشكل أوسع في العملية التعليمية.

سلوك الطلاب يمثل التحدي الأكبر

اعتبر 42% من المعلمين أن سلوك الطلاب هو التحدي الرئيسي الذي يواجههم في الحياة المدرسية اليومية، بزيادة واضحة مقارنة بـ35% في استطلاع العام الماضي.

وجاء في المرتبة الثانية عبء العمل الثقيل وضيق الوقت المزمن، حيث أشار إليه 34% من المشاركين، ارتفاعاً من 28% في استطلاع 2024.

ورغم هذه التحديات، أظهر المعلمون رضا ملحوظاً عن عملهم، حيث أعرب 84% عن رضاهم عن وظائفهم، بينما عبّر 90% عن رضاهم عن مدارسهم.

التعليم يفتقر للوقت والمعرفة

ولأول مرة، طرح الاستطلاع سؤالاً حول تقييم المعلمين للتعليم الديمقراطي، حيث رأى أكثر من نصفهم (54%) أن هناك حاجة ملحة لتعزيز هذا الجانب.

وأفاد 77% منهم بأن نقص وقت التدريس هو العائق الأكبر أمام تنفيذ تعليم ديمقراطي فعّال. كما أشار 45% إلى أن نقص المعرفة التخصصية لدى بعض المعلمين يمثل عائقاً إضافياً.

تأثير الذكاء الاصطناعي

أبدى المعلمون الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي في العام الماضي مخاوف واضحة بشأن تأثيره السلبي على الطلاب، فقد أعرب 62% منهم عن قلقهم من تراجع مهارات الطلاب الاجتماعية والتواصلية والتفكير النقدي، نتيجة الاعتماد المفرط على أدوات الذكاء الاصطناعي.

وفي المقابل، اعترف 65% من المعلمين بأن الذكاء الاصطناعي يمنحهم فرصة لتلبية احتياجات الطلاب بشكل فردي وأكثر فاعلية، وهو ما يمثل، بحسبهم، واحدة من أبرز إيجابيات هذه التقنية.

تُجري مؤسسة روبرت بوش منذ عام 2019 استطلاعًا دوريًا تحت اسم "مؤشر المدارس الألمانية"، بهدف قياس التحديات والفرص في النظام التعليمي في ألمانيا من وجهة نظر المعلمين والإدارات المدرسية، ويُعدّ هذا الاستطلاع من أبرز الأدوات التي تعكس نبض المعلمين وتوجهاتهم، خاصة في ظل التغيرات التكنولوجية المتسارعة التي تؤثر في العملية التربوية.

مخاطر الذكاء الاصطناعي

وتواجه المجتمعات الحديثة تحديات متعددة تتعلق بصحة الشباب النفسية، خاصة في ضوء الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم، ويعتبر الذكاء الاصطناعي أحد أبرز ملامح هذه الثورة، حيث تمثل أدواته جزءًا لا يتجزأ من حياة المراهقين، لكن هذا الاستخدام الواسع يأتي مع مخاطر جسيمة، تتضمن القلق والاكتئاب، بل والانتحار.

ويستهوي الذكاء الاصطناعي التوليدي الطلاب أيضا إذ يمكنه استحداث أي شيء بدءا من المقالات وحتى الحسابات الرياضية من خلال بضعة أوامر.

وتدخل أنظمة الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات، ومنها مجال التعليم، حيث أصبح هناك ما يعرف بالمدرسة الذكية ونظام التعليم الذكي، وهي مدارس وأنظمة متطورة تكنولوجيا وتسهم بمساعدة الطلبة والمعلمين على إنجاز مهامهم.

وحثت اليونسكو على منع استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في المجالات التي قد يحرم المتعلمين فيها من فرص تطوير القدرات المعرفية والمهارات الاجتماعية من خلال ملاحظات العالم الحقيقي والممارسات التجريبية مثل المناقشات مع غيرهم من البشر والتفكير المنطقي المستقل.

وتثير التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي قلقا في أنحاء العالم بشأن ما تنطوي عليه التكنولوجيا من قدرة على نشر المعلومات المضللة وإساءة الاستخدام وإحداث اضطرابات في سوق العمل.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية